سكوت المعارضة فيه إن و شخير الجمعيات يزعج

تفرت نأيت حمزة : سكوت المعارضة فيه "إن" و شخير الجمعيات يزعج

تفرت نأيت حمزة تحتضر ،ورئيس الجماعة يستمتع..اشترى وأغلبيته من مال المواطنين البؤساء لعبته المفضلة..تعلق بها تعلق الطفل الصغير بذميته..لا يكاد يمر يوم دون أن ياخد على متنها "ايت تبلعباست"وما أكثرهم الذين يستحلون"الفابور"..

أما الذي يستفز حقا فهو تواطؤ المعارضة بسكوتها ومشاركة المجتمع المدني بنومه العميق في هذه الجوقة..إذ تجد المعارضة والجمعيات متفرجة أو نائمة وشخيرها بدا يزعجها بعد أن أزعج كل من يتمتع بضمير حي..

لما انتخب السيد لحسين شرو رئيسا قلنا--كعبو كحمو الله ارزق عالصحة والسلامة—وقلنا الحمد لله إذ بطموحه وحركيته وحسه القبلي سيصنع الفرق،ليتبين بعد عام أننا أمام شخص آخر يريد فقط الهروب من نفسه ومن الآخرين ولسنا أمام الذي كنا نعتاد الجلوس معه ونحن نناقش ماضي ومستقبل القرية وكان مستعدا للمواجهة وسباقا لأخذ المبادرة..في الحقيقة أصبت شخصيا بخيبة أمل كبيرة..الذي خفف من وقع هذه الصدمة وجود عناصر في المعارضة تمتلك من التجربة والطموح والتعلم مايكفي لدفع عجلة التنمية إلى الأمام رغم أن السائق غير متمرس ولازال يخاف ركوب المرتفعات..والذي وقع مرة أخرى هو العكس..الكل أعجبته المسرحية الهزلية التي يخرجها الرئيس ويتبادل فيها المكتب الجماعي الأدوار كالكراكيز فجلسوا يتفرجون إما سخرية من المخرج أو شماتة في الذين وضعوه هناك .. رجعت بي الذاكرة إلى أيام الهوس الرياضي عندما كان الرئيس حارسا للمرمى يضرب له ألف حساب وكانت ثلاثة عناصر من المعارضة تلعب داخل الملعب...ما أحلى أيام زمان...لا يكتمل الدفاع إلا بوجود المدافع ذو القامة الطويلة الذي يستميت في الدفاع عن مرماه و الذي ما أن يحصل على الكرة حتى يمررها إلى الجناح الأيمن الذي ينتظرها على نار لينطلق بها كالسهم ليوصلها إلى الذي يرفض أن يلعب إلا ورقم10 على ظهره..كانت هواية صاحب هذا الرقم هي إحراز الأهداف..إذ لا تمر مقابلة دون أن يصرخ ولكنه يسجل..كان الحب والوئام يسودان بين اللاعبين..

مالذي تغير بين الأمس واليوم؟ تغيرت الكرة فقط،إذ كانت الكرة جلدا فأصبحت الكرة الآن سياسة..فما الذي وقع حتى تخاصم هؤلاء العناصر مع الشباك فأصبحوا كعود ثقاب تبلل كبريته...أصبح الجيران يسخرون وهناك منهم من جعلهم موضوعا للتنكيت والهزل..لماذا لا يسترجعون ذكريات أيام زمان علاها تقرب بينهم؟الوضع بين أعضاء المعارضة لا يبشر بخير إذ أصبح سوء التفاهم هو القاعدة بينهم وأعضاء الأغلبية ساخطون على الرئيس ويتهمونه بعدم الالتفات إلى مطالبهم الخبزية—مسالة إعطائهم بعض التفويضات—والمعنوية كإشراكهم في التسيير،مطالب ترعب السيد الرئيس لأنه يخاف من سوء استعمالها وهو ما سيحاسب عليه حسابا عسيرا..لتستمر عملية شد الحبل داخل جسم المعارضة--اعني بين أعضائها—وداخل جسم الأغلبية –اعني بين أعضائها-- وبين أعضاء من المعارضة وأعضاء من الأغلبية وبين الرئيس والكل..وضع شاذ ينذر بالكارثة..

لذا أمام المعارضة حلان لا ثالث لهما..

--إذا تبث بالدليل أن هناك خروقات فالحل الأول يتمثل فيما يلي:1—الاحتفاظ بالمحاضر الرسمية التي تتضمن جميع المشاريع المقترحة وكذا الاحتفاظ بجميع دفاتر تحملات المشاريع المنجزة وكذا الاحتفاظ بأي ورقة رسمية تمكن من تنوير مكامن الخلل في التسيير..2—وضع كل الوثائق في ملف احمر مشفوعة بصور وأشرطة تبين الخروقات بالصوت والصورة..3—وضع الملف فوق مكتب السيد العامل بعد طلب مقابلة شخصية..4—زيارة الجمعيات الجهوية والوطنية المهتمة بالحفاظ على المال العام لاطلاعها على الخروقات وطلب مساندتها..5---وضع الملف تحت أنضار السيد وكيل جلالة الملك بالمحكمة ليأخذ القانون مجراه...

-أما إذا كان الرئيس بريئا والمشكل فقط في فقدانه لزمام المبادرة فالحل الثاني يتمثل فيما يلي:بما أن الرئيس تائه بين المعارضة والأغلبية ولا يثق حتى في نفسه ،على المعارضة، ومن مبدأ الخوف على مصالح الجماعة ومصالح ناخبيها المغلوبين، الدخول في حوار مع الرئيس وأغلبيته لإيجاد أرضية مشتركة تمكن من التسيير الأمثل لمصالح الجماعة علاها تنقد ما يمكن إنقاذه..على المعارضة أن تستحضر دورها وحسها القبلي وخوفها على المصالح العليا للقرية بعيدا عن أي شماتة أو حزازات ضيقة وان تؤمن بمقولة "ليس في السياسة أصدقاء دائمون أو أعداء دائمون"..ولتترك جانبا كل خلافاتها مع الطرف الآخر لإنقاذ ماء وجه القرية التي تعاني من إفلاس على جميع الأصعدة وسيحسب لها هذا مستقبلا..

غير هذين الحلين يا إخواني يوجد كلام المقاهي حيث المجال خصب لإطلاق التهديد و التهديد المضاد وتجييش الناس لأغراض رخيصة وضيقة..كل ذلك يبقى كذبا وضحكا على ذقون أولئك البسطاء البؤساء واستخفافا بذكاء أولئك الأميين الذين يثقون بالعنتريات—من عنترة ابن شداد—وضحكا في النهاية على أنفسكم وقريتكم التي تحملتم مسؤولية خدمتها..ووفقكم الله لما فيه صالح الأطفال واليتامى والأرامل ومن والاهم.."وان يعلم الله في قلوبكم خيرا يوتيكم خيرا"صدق الله العظيم..

أما الجمعيات وشخيرها فسيكون عنوانا للمقال المقبل إن شاء الله ...

المراسل
منقول لمناقشته